وأقبل القوم يزحفون نحوه ، وكان فيهم
عبد الله بن حوزة التميمي [٢]
فصاح : أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحاب الحسين : هذا الحسين فما تريد منه؟ قال
: يا حسين ، أبشر بالنّار ، قال الحسين : «كذبت ، بل أقدم على ربّ غفور كريم مطاع
شفيع. فمَن أنت؟» قال : أنا ابن حوزة. فرفع الحسين يدَيه حتّى بانَ بياض ابطَيه
وقال : «اللهمّ ، حزه إلى النّار ، فغضب ابن حوزة وأقحم الفرس إليه وكان بينهما
نهر فسقط عنها وعلقت قدمه بالركاب ، وجالت به الفرس وانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي
جانبه الآخر معلّقاً بالركاب ، وأخذت الفرس تضرب به كلّ حجر وشجر [٣]
، وألقته في النّار المشتعلة في الخندق فاحترق بها ومات. فخرّ الحسين (ع) ساجداً
شاكراً حامداً على إجابة دعائه ، ثمّ إنّه رفع صوته يقول : «اللهمّ ، إنّا أهل بيت
نبيّك وذريّته وقرابته ، فاقصم مَن ظلمنا وغصبنا حقّنا إنّك سميع قريب» فقال له : محمّد
بن الأشعث أيّ قرابة بينك وبين محمّد؟ فقال الحسين : «اللهمّ إنّ
[١] من قصيدة لآية
الله الحجّة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ، ذُكرت بتمامها في كتابنا (قمر بن هاشم).
[٢] في مجمع الزوائد
للهيثمي ٩ ص ١٩٣ : ابن جويرة أو جويزة. وفي مقتل الحسين للخوارزمي ١ ص ٢٤٨ : مالك
بن جريرة. وفي روضة الواعظين للفتال ص ١٥٩ الطبعة الاُولى : يقال له : ابن أبي
جويرة المزني ، وإنّ فرسه نفرت به وألقته في النّار التي في الخندق.