responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 229

فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض». فقال له قَيس بن الأشعث : أولا تنزل على حكم بني عمّك؟ فإنّهم لَن يروك إلاّ ما تُحبّ ولَن يصل إليك منهم مكروه.

فقال الحسين (عليه السّلام) : «أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد [١] ، عباد الله إنّي عذتُ بربّي وربّكم أنْ ترجمون ، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبِّر لا يؤمن بيوم الحساب».

ثمّ أناخ وأمر عقبة بن سمعان فعقلها [٢].

وقام لسان الله يخطب واعظاً

فصمّوا لما عن قدس أنواره عموا

وقال انسبوني مَن أنا اليوم وانظروا

حلالٌ لكم منّي دمي أم محرّم

فما وجدوا إلاّ السِّهام بنحره

تراش جواباً والعوالي تقَّوم

ومذ أيقن السّبط انمحى دين جَدّه

ولَم يبقَ بين النّاس في الأرض مسلم

فدى نفسه في نصرة الدين خائضاً

عن المسلمين الغامرات ليسلموا

وقال خذيني يا حتوف وهاك يا

سيوف فأوصالي لك اليوم مغنم

وهيهات أن أغدو على الضّيم جاثماً

ولو لا على جمر الأسنَّة مجثم

وكرّ وقد ضاق الفضا وجرى القضا

وسال بوادي الكفر سيل عرمرم

ومذ خرّ بالتعظيم لله ساجداً

له كبّروا بين السّيوف وعظموا

وجاء إليه الشّمر يرفع رأسه

فقام به عنه السّنان المقوّم

وزُعْزع عرش الله وانحطَّ نوره

فأشرق وجه الأرض والكون مظلم


[١] (بالفاء الموحّدة فيهما) ، رواه ابن نما في مثير الأحزان ص ٢٦ ، وهو أصح ممّا يمضي على الألسن ، ويوجد في بعض المقاتل (بالقاف) من الإقرار ؛ لأنّه على هذا تكون الجملة الثانية غير مفيدة ، إلاّ ما أفادته التي قبلها بخلافه على قراءة الفرار ، فإنّ الجملة الثانية تفيد أنّه لا يفرّ من الشدة والقتل ، كما يصنعه العبيد. وهو معنى غير ما تؤدي إليه الجملة التي قبلها ، على أنّه يوجد في كلام أمير المؤمنين ما يشهد له ، ففي تاريخ الطبري ٦ ص ٧٦ الطبعة الاُولى وكامل ابن الأثير ٣ ص ١٤٨ ، ونهج البلاغة ١ ص ١٠٤ ، المطبعة الأميريّة : إنّ أمير المؤمنين قال في مصقلة بن هبيرة لمّا فرّ إلى معاوية : «ما لَه فعل فعل السيّد ، وفرّ فرار العبد ، وخان خيانة الفاجر؟!» ، وقصّته على ما ذكرها ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص ١٦٤ : إنّ أصحاب الحريث بن راشد من بني عبد البيت بن الحارث ارتدّوا أيام علي (ع) فحاربهم وقتلهم وسبى نساءهم وأبناءهم ، فابتاعهم مصقلة الشيباني وأعتقهم ثمّ هرب إلى معاوية ، فأمضى علي (ع) عتقه لهم.

[٢] تاريخ الطبري ٦ ص ٢٤٣.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست