لقد مرّ هذا اليوم على آل محمّد (صلّى
الله عليه وآله) وكلّه شجاء مترامي الأطراف ، أثّرت فجائعه في القلوب فأذابتها وفي
المدامع فأدمتها ، فلا تسمع فيه إلاّ صرخة فاقد وزفرة ثاكل وحنة محزون ، ولا تبصر
إلاّ كلّ أشعث قد أنهكه ألم المصاب ، ومغبر يذري على رأسه التراب ، إلى لادم صدراً
وصاك جبهته وقابض على فؤاد وصافق بيده الاُخرى ، وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى
؛ لكن لوعة المصاب أليمة وكوارثه عظيمة. ولَو يكشف لك عن الملأ الأعلى لسمعت لعالم
الملكوت صرخة وحنة ، وللحور في غرف الجنان نشيجاً ونحيباً ولأئمّة الهدى بكاءاً
وعويلاً.
ولا بدع ؛ فالفقيد فيه عبق الرسالة وألق
الخلافة وإكليل تاج الإمامة ، وهو سبط المصطفى وبضعة فاطمة الزهراء وفلذة كبد
الوصي المرتضى وشقيق السّبط
[١] المقبولة
الحسينية ص ٦٢ ، لحجة الإسلام آية الله الشيخ هادي آل كاشف الغطاء قدس الله سره.