حفظنا غيبة رسوله فيك
، أما والله لو علمتُ أنّي اُقتل ثمّ اُحيا ثمّ اُحرق حيّاً ثمّ اُذرّى ، يُفعل بي
ذلك سبعين مرّة ، لَما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك ، وكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي
قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟!
وقال زهير بن القين : والله وددتُ أنّي
قُتلتُ ثمّ قُتلت حتّى اُقتل كذا ألف مرّة ، وإنّ الله عزّ وجلّ يدفع بذلك القتل
عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلّم باقي الأصحاب بما يشبه بعضه
بعضاً فجزّاهم الحسين خيراً [١].
وفي هذا الحال قيل لمحمد بن بشير
الحضرمي قد اُسِر ابنك بثغر الري فقال : ما اُحبّ أنْ يؤسر وأنا أبقى بعده حيّاً
فقال له الحسين : «أنت في حلّ من بيعتي ، فاعمل في فكاك ولدك» ، قال : لا والله لا
أفعل ذلك ، أكلتني السّباع حيّاً إنْ فارقتك. فقال (عليه السّلام) : «إذاً اعط
ابنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل في فكاك أخيه» ـ وكان قيمتها ألف دينار ـ [٢].