رجل من بني زياد
خزامة إلى يوم القيامة وإنّ الحسين لَم يُقتل [١].
وكان من صنع المختار معه أنّه لمّا
أعطاه الأمان ، استأجر نساء يبكين على الحسين ويجلسن على باب دار عمر بن سعد ، وكان
هذا الفعل يلفت نظر المارّة إلى أنّ صاحب هذا الدار قاتل سيّد شباب أهل الجنّة ، فضجر
ابن سعد من ذلك وكلّم المختار في رفعهن عن باب داره ، فقال المختار : ألا يستحقّ
الحسين البكاء عليه [٢].
ولمّا أراد أهل الكوفة أنْ يؤمّروا عليهم عمر بن سعد بعد موت يزيد بن معاوية ؛
لينظروا في أمرهم ، جاءت نساء همدان وربيعة ، إلى الجامع الأعظم صارخات يقلن : ما
رضي ابن سعد بقتل الحسين حتّى أراد أنْ يتأمّر. فبكى النّاس وأعرضوا عنه [٣].
افتراء ابن سعد
وافتعل ابن سعد علي أبي الضيم ما لَم
يقله ، وكتب إلى ابن زياد زعماً منه أنّ فيه صلاح الاُمّة وجمال النظام فقال في
كتابه : أمّا بعد فإنّ الله أطفأ النّائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الاُمّة ، وهذا
حسين أعطاني أنْ يرجع إلى المكان الذي منه أتى ، أو أنْ يسير إلى ثغر من الثغور ، فيكون
رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أنْ يأتي أمير المؤمنين يزيد
فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا رضىً لكم وللاُمّة صلاح [٤].
وهيهات أنْ يكون ذلك الأبي ومَن علَّم
النّاس الصبر على المكاره وملاقاة الحتوف ـ طوع ابن مرجانة ومنقاداً لابن آكلة
الأكباد! أليس هو القائل لأخيه الأطرف : «والله لا أعطي الدنيّة من نفسي». ويقول
لابن الحنفيّة : «لَو لَم يكن ملجأ لما بايعت يزيد». وقال لزرارة بن صالح : «إنّي
أعلم علماً يقيناً أنّ هناك مصرعي ومصارع أصحابي ، ولا ينجو منهم إلاّ ولدي علي».
وقال لجعفر بن