النّاس إنّ رسول الله
قال : مَن رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرام الله ، ناكثاً عهده ، مخالفاً لسنّة
رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قَول ، كان
حقّاً على الله أنْ يدخله مدخله ، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا الشيطان وتركوا طاعة
الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفَيء ، وأحلّوا حرام الله
وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ ممَّن غير ، وقد أتتني كتبكم وقدمتْ عليَّ رُسُلكم
ببيعتكم أنّكم لا تسلّموني ولا تخذلوني فإنْ أتممتم عليَّ بيعتكم تصيبوا رشدكم ، فأنا
الحسين بن علي ، وابن فاطمة بنت رسول الله ، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم ولكم
فيَّ اُسوة ، وإنْ لَمْ تفعلوا ونَقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلَعَمري ما
هي لكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم ، فالمغرور من اغترّ بكم
فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم ومَن نكث فإنّما ينكث على نفسه ، وسيغني الله عنكم ،
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته» [١].
الرُهَيمة
وفي الرهيمة [٢]
لقيه رجل من أهالي الكوفة يقال له أبو هرم فقال : يابن رسول الله ما الذي أخرجك عن
حرم جدك؟ فقال : يا أبا هرم إنّ بني اُميّة شتموا عرضي فصبرت ، وأخذوا مالي فصبرت
، وطلبوا دمي فهربت ، وأيمَ الله ليقتلوني فيلبسهم الله ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً
ويسلّط عليهم من يذلّهم [٣]
حتّى يكونوا أذلّ من قوم سبأ ، إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم» [٤].
القادسيّة
وفي القادسيّة قبض الحصين بن نمير
التميمي على قيس بن مسهّر الصيداوي رسول الحسين إلى أهل الكوفة ، وكان ابن زياد
أمره أن ينظم الخيل ما
[٢] في معجم البلدان
: الرهيمة (بالتصغير) : عين تبعد عن خفية ثلاثة أميال ، وتبعد خفية عن الرحبة
مغرباً بضعة عشر ميلاً. وفي وفاء الوفاء لمسهودي ٢ ص ٢٣٦ : من حمي فيدماء يقال له
الرحيمة بالحاء المهملة.
[٤] في مقتل
الخوارزمي ١ ص ٢٢٦ ، ومثير الأحزان لابن نما ، وفيه رواية الحديث بتمامه.
[٥] في معجم البلدان
٣ ص ٤٥١ : خفان : موضع قرب الكوفة فيه عين عليها قرية لولد عيسى بن موسى الهاشمي.
وفيه ٧ ص ١٢٥ : القطقطانة تبعد عن الرهيمة إلى الكوفة نيفا وعشرين ميلا.