لمّا بلغ الحسين إنّ يزيد انفذ عمرو بن
سعيد بن العاص في عسكر ، وأمَّره على الحاج ، وولاّه أمر المَوسم ، وأوصاه بالفتك
بالحسين أينما وجد [٤]
، عزم على الخروج من مكّة قبل إتمام الحج ، واقتصر على العمرة ؛ كراهية أنْ تستباح
به حرمة البيت [٥].
[٣] للسيّد باقر
الهندي رحمه الله. لا يخفى أنّ الأقوال في يوم شهادة مسلم ثلاثة ؛ الأول : يوم
الثالث من ذي الحِجَّة ذكره في (الأخبار الطوال) ، ويظهر من ابن طاووس في (اللهوف)
موافقته فإنّه قال : توجّه الحسين من مكّة لثلاث مضين من ذي الحِجَّة ثمّ قال بعد ذلك
، وكان خروجه من مكّة في اليوم الذي قتل فيه مسلم. الثاني : يوم الثامن من ذي
الحِجَّة ، ذكره الوطواط في (غرر الخصائص ص ٢١٠) وهو الظاهر من (تاريخ أبي الفدا ٢
ص ١٩) ، و (تذكرة الخواص ص ١٣٩) قالا : قتل مسلم لثمان مضين من ذي الحِجَّة (وتذكير
العدد يراد منه الليلة). الثالث : يوم عرفة ، نصّ عيه المفيد في (الارشاد) ، والكفعمي
في (المصباح) ، وهو الظاهر من ابن نما في (مثير الأحزان) ، و (تاريخ الطبري ٦ ص ٢١٥)
، و (مروج الذهب ٢ ص ٩٠) قالوا : وكان ظهور مسلم بالكوفة يوم الثامن من ذي
الحِجَّة ، وقد قتل ثاني يوم خروجه. ويحكي المسعودي في (مروج الذهب) قولاً بخروجه
يوم التاسع من ذي الحِجَّة ، واذا كان قتله ثاني يوم خروجه تكون شهادته يوم الأضحى.