إليه ، فدخل معقل
الجامع الأعظم ورأى مسلم بن عوسجة الأسدي يصلّي ، فلمّا فرغ دنا منه وقصّ عليه
حاله ، فدعا له مسلم بالخير والتوفيق ، وأدخله على ابن عقيل ، فدفع إليه المال
وبايعه [١]
وسلّمه إلى أبي ثمامة الصائدي ، وكان بصيراً شجاعاً ومن وجوه الشيعة عيّنه مسلم لقبض
ما يرد عليه من الأموال ؛ ليشتري به سلاحاً.
فكان ذلك الرجل يختلف إلى مسلم كلّ يوم
فلا يُحجب عنه ويتعرّف الأخبار ، ويرفعها إلى ابن زياد عند المساء [٢].
موقف هاني
ولمّا وضح الأمر لابن زياد وعرف أنّ
مسلماً مختبئ في دار هاني بن عروة ، دعا أسماء بن خارجة ومحمد بن الأشعث وعمرو بن
الحَجّاج وسألهم عن انقطاع هاني عنه ، قالوا : الشكوى تمنعه ، فلم يقتنع ابن زياد
بعد أن أخبرته العيون بجلوسه على باب داره كلّ عشيّة ، فركب هؤلاء الجماعة إليه
وسألوه المسير إلى السّلطان فإنّ الجفاء لا يحتمله وألحّوا عليه ، فركب بغلته ، ولمّا
طلع عليه قال ابن زياد : أتتك بخائن رجلاه [٣]
، والتفت إلى شريح القاضي وقال [٤]
:
[٣] في مجمع الأمثال
للميداني ١ ص ١٩ : قاله الحارث بن جبلة الغساني لمّا ظفر بالحرث بن عفيف العبدي
حين هجاه.
[٤] في الاصابة ٢ ص ٢٧٤
(بترجمة قيس بن المكشوح) : إنّ البيت لعمرو بن معد يكرب من أبيات قالها في ابن
اُخته وكانا متباعدين. وفي الأغاني ١٤ ص ٣٢ : إنّ أمير المؤمنين (ع) تمثل به لمّا
دخل عليه ابن ملجم المرادي يبايعه.
وفي تاريخ اليعقوبي ٣
ص ٩٧ المطبة الحيدرية بالنجف : أنّ أبا العبّاس السفاح بلغه تحرك محمّد بن عبد
الله بالمدينة ، فكتب إلى أبيه عبد الله بذلك وكتب في الكتاب.