وكانت مارية ابنة سعد أو منقذ أيما ، وهي
من الشيعة المخلصين ، ودارها مألف لهم يتحدّثون فيه فضل أهل البيت ، فقال يزيد بن
نبيط وهو من عبد القيس لأولاده ـ وهم عشرة ـ : أيّكم يخرج معي؟ فانتدب منهم اثنان
عبد الله وعبيد الله. وقال له أصحابه ـ في بيت تلك المرأة ـ : نخاف عليك أصحاب ابن
زياد ، قال : والله لو استوت اخفافها بالجدد لهان عليّ طلب من طلبني [٢]
، وصحبه مولاه عامر وسيف بن مالك والأدهم بن اّميّة [٣]
فوافوا الحسين بمكّة ، وضمّوا رحالهم إلى رحله حتّى وردوا كربلا ، وقُتلوا معه.
كتب الكوفيّين
وفي مكّة وافته كتب أهل الكوفة من الرجل
والاثنين والثلاثة والأربعة ، يسألونه القدوم عليهم ؛ لأنّهم بغير إمام ، ولم
يجتمعوا مع النّعمان بن بشير في جمعة ولا جماعة ، وتكاثرت عليه الكتب حتّى ورد
عليه في يوم واحد ستمئة كتاب ، واجتمع عنده من نوب متفرّقة إثنا عشر ألف كتاب وفي
كلّ ذلك يشددون الطلب وهو لا يجيبهم. وآخر كتاب ورد عليه من شبث بن ربعي ، وحجّار
بن أبجر ، ويزيد بن الحارث [٤]
، وعزرة بن قيس ، وعمرو بن الحجّاج ، ومحمد بن عُمَير ابن عطارد وفيه : إنّ النّاس
ينتظرونك لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله فقد اخضر الجناب وأينعت
الثمار وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار. فأقدم إذا شئت ، فإنّما تقدم على جند لك
مجنّدة [٥].
[٤] في أنساب الاشراف
للبلاذري ٥ ص ٣٣٨ : كان حوشب بن يزيد بن رويم يتبارى في اطعام الطعام مع عكرمة بن
ربعي احد بني تيم الله بن ثعلبة فقال مصعب : دعوهما ينفقا من خيانتهما وفجورهما.
[٥] إبن نماص ص ١١.
وذكر الخوارزمي ١ ص ١٩٣ وما بعدها الفصل العاشر ، تفصيل اجتماع الكوفيين وكتبهم
إلى الحسين.