responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 135

ولستُ أدّخر النّصيحة لأحد من الخلق إلا لك وأنت أحقّ بها ، تنحّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ، ثم ابعث برسلك إلى النّاس ، فإنْ بايعوك حمدتَ الله على ذلك ، وإنْ اجتمعوا على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ، ولم تذهب مروءتك ولا فضلك ، وإنّي أخاف عليك أنْ تدخل مصراً من هذه الأمصار فيختلف النّاس بينهم فطائفة معك واُخرى عليك فيقتتلون ، فتكون لأول الأسنّة غرضاً ، فإذا خيرُ هذه الاُمّة كلّها نفساً وأباً واُمّاً ، أضيعها دماً ، وأذلّها أهلاً.

فقال الحسين : «فأين أذهب؟» ، قال : تنزل مكّة فإنْ اطمأنّت بك الدار ، وإلا لحقت بالرمال وشعب الجبال وخرجت من بلد إلى آخر حتّى تنظر ما يصير إليه أمر النّاس ، فإنّك أصوب ما تكون رأياً وأحزمه عملاً حتّى تستقبل الاُمور استقبالاً ولا تكون الأمور أبداً أشكل عليك منها حين تستدبرها استدباراً [١].

فقال الحسين : «يا أخي ، لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى ، لَما بايعت يزيد ابن معاوية» ،

فقطع محمّد كلامه بالبكاء.

فقال الحسين : «يا أخي ، جزاك الله خيراً ، لقد نصحت وأشرت بالصواب ، وأنا عازم على الخروج إلى مكّة ، وقد تهيّأتُ لذلك أنا وإخوتي وبنو أخي وشيعتي أمرهم أمري ورأيهم رأيي ، وأمّا أنت فلا عليك أنْ تقيم بالمدينة ، فتكون لي عيناً عليهم لا تخفي عنّي شيئاً من اُمورهم» [٢].

وقام من عند ابن الحنفية ودخل المسجد ، وهو ينشد :

لا ذعرت السوام في فلق الصبح

مغيراً ولا دعيت يزيدا [٣]

يوم أُعطي مخالفة الموت ضيم

والمنايا يرصدنني أن احيدا [٤]


[١] الطبري ٦ ص ١٩١ ، وكامل ابن الأثير ٤ ص ٧.

[٢] مقتل محمّد بن أبي طالب ، ولم يذكر أرباب المقاتل هذا العذر ، واعتذر العلامة الحلّي في أجوبة مسائل ابن مهنا بالمرض. في (أخذ الثأر) لابن نما الحلي ص ٨١ : أصابته قروح من عين نظرت إليه ، فلم يتمكّن من الخروج مع الحسين (ع) ، وجلالة ابن الحنفية ومواقفه المشهودة ، واعترافه بإمامة السّجاد (ع) لا يدع لنا إلا الاذعان بمشروعيّة تأخيره عن هذا المشهد على الإجمال.

[٣] هو يزيد بن مفرغ.

[٤] في أنساب الاشراف ٤ ص ٦٦ : تمثل بهما في مكة.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست