لمّا هلك معاوية بدمشق للنصف من رجب سنة
ستين هجرية ، كان ابنه يزيد في حوران ، فأخذ الضحّاك بن قيس أكفانه ورقى المنبر ، فقال
بعد الحمد لله والثناء عليه : كان معاوية سور العرب وعونهم وجدّهم ، قطع الله به
الفتنة وملّكه على العباد وفتح به البلاد ، إلا أنّه قد مات وهذه أكفانه فنحن
مدرجوه فيها ، ومدخلوه قبره ومخلّون بينه وبين عمله ، ثمّ هو البرزخ إلى يوم
القيامة ، فمَن كان منكم يريد أنْ يشهد فليحضر.
ثمّ صلّى عليه الضحّاك ، ودفنه بمقابر
باب الصغير وأرسل البريد إلى يزيد يعزّيه بأبيه ، والإسراع في القدوم ؛ ليأخذ
بيعةً مجددةً من النّاس [٢]
، وكتب في أسفل الكتاب [٣]
:
[١] المقبولة
الحسينية ص ٩ للحجة آية الله الشيخ هادي كاشف الغطاء قدّس سره.