وتكافئهما ، لا تزيد
إحداهما على الأخرى ، ولا تنقص عنها ، فكل موطن تناولته القدرة تناولته الإرادة ، وكل
موضع تعلقت به الإرادة تعلقت به القدرة ، فهما متلازمتان لا انفكاك لإحداهما عن
الأخرى ..
فإن
قيل لهم : يلزمكم إرادة الشرور والمعاصي ..
قالوا
في ميدان المجادلة مرة : كذلك الله
ربنا ، إذ يستحيل على ربنا المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل أن يفعل ما لا يريده
، ويقع في ملكه ما لا يريده ..
وقالوا
مرة : إن كونهما شروراً أو معاصي ليس عينها ، بل
هو حكم الله فيهما ، وحكم الله في الأشياء غير مخلوق. وما لم يجر عليه الخلق لا
يكون مراداً ، بل المخلوق المراد المتعلق للقدرة إنما هو الأعيان ..
٨ ـ وقال : «لما كانت الإرادة تتعلق
بمرادها حقيقة ، ولم يكن القدرة الحادثة مثلها ، لاختلال في الطريقة ، فذلك هو
الكسب ، فكسب العبد ، وقدر الرب الخ ..» [١].
٩ ـ وقال : «الكسب تعلق إرادة الممكن
بفعل مَّا دون غيره ، فيوجد الاقتدار الإلهي عند هذا التعلق ، فيسمى ذلك كسباً
للممكن ..» [٢].
١٠ ـ وله تصريحات أخرى حول قبوله بنظرية
الكسب في أفعال العباد [٣].
فليراجعها من أراد ..
ونظرية الكسب هي مقولة الأشعري المرفوضة
عند الشيعة الإمامية كما