نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 80
يريد أن يتعلّم فيه
، فليكن أن لا يعجّل في الاختلاف مع العلماء ، وأن يصبر شهرين ، حتّى كان اختياره
للاُستاذ ، ولم يؤدّ إلى تركه والرجوع إلى آخر ، فلا يبارك له ، فينبغي أن يثبت
ويصبر على اُستاذ وكتاب حتّى لا يتركه أبتر ، وعلى فنّ لا يشتغل بفنٍّ آخر ، قبل
أن يصير ماهراً فيه ، وعلى بلد حتّى لا ينقل إلى بلد آخر من غير ضرورة ، فإنّ ذلك
كلّه يفرق الاُمور المقرّبة إلى التحصيل ، ويشغل القلب ويضيّع الأوقات » [١].
كما على طالب العلم أن يختار شريكاً في
الدرس والمباحثة ، فيختار المجدّ والأورع وصاحب الطبع المستقيم ، ويحترز عن
الكسلان والمعطّل ومكثار الكلام والمفسد والفتّان ، قيل : يعرف المرء بخليله.
فاعتبروا الأرض بأسمائها
واعتبر الصاحب بالصاحب
ثمّ العمدة لطالب العلم أن يبحث عن
اُستاذ في الأخلاق ، فإنّ العلم لا بدّ من مقارنته مع التربية والتزكية ، بل
لأهميّة التزكية قدّمت في الآية الشريفة : (يُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ)
على التعليم.
وقال الإمام السجّاد (عليه السلام) : «
هلك من ليس له حكيم يرشده » [٢].
فزخرف الحياة وزبرجها ، ووساوس الشياطين
وأعوانهم ، وحديث النفس الأمّارة بالسوء ، وكثرة الأعداء في الظاهر والباطن ،
ظلمات بعضها فوق بعض ، ومن الصعب أن ينجو الإنسان بنفسه من هذه المغريات والمهلكات
، بل لا بدّ له من خضر في وادي الظلمات ، فصناعة الإنسان وتربيته من دون اُستاذ
وبشكل تلقائي