نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 78
والغاطّ في بحرها.
فيقول الشهيد الثاني (قدس سره) : أهمّ
الاُمور التي يجب على المتعلّم أن يراعيها مع شيخه ، أن يقدّم النظر فيمن يأخذ عنه
العلم ، ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه ، فإنّ تربية الشيخ لتلميذه ونسبة إخراجه
لأخلاقه الذميمة ، وجعل مكانها خلقاً حسناً ، كفعل الفلاّح الذي يقلع الشوك من
الأرض ، ويخرج منها النباتات الخبيثة من بين الزرع ، ليحسن نباته ويكمل ريعه.
وليس كلّ شيخ يتّصف بهذا الوصف ، بل ما
أقلّ ذلك ، فإنّه في الحقيقة نائب عن الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وليس كلّ عالم
يصلح للنيابة ، فليختر من كملت أهليّته ، وظهرت ديانته ، تحقّقت معرفته ، وعرفت عفّته
، واشتهرت صيانته وسيادته ، وظهرت مروّته وحسن تعليمه ، وجاد تفهيمه.
ولا يغترّ الطالب بمن زاد علمه ، مع نقص
في ورعه أو دينه أو خُلقه ، فإنّ ضرره في خُلق المتعلّم ودينه أصعب من الجهل الذي
يطلب زواله ، وأشدّ ضرراً. وعن جماعة من السلف : هذا العلم دين فانظروا عمّن
تأخذون دينكم.
قال الإمام الباقر (عليه السلام) : أي
فلينظر إلى علمه ممّن يأخذ.
ثمّ قال الشهيد الثاني : وليحترز ممّن
أخذ علمه من بطون الكتب من غير قراءة على الشيوخ ـ كما نجد في حوزتنا بعض الطلاّب
من دون أن يحضر دروس الأساتذة يتصدّى للتدريس ، لا سيّما درس الخارج على أنّه من
النوابغ ولا بدّ أن