نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 69
العزلة تستر الفاقة ، وتكفّ جلباب
التجمّل ، إنّها معينةٌ لمن أراد نظراً في علم ، أو إثارة لدفين رأي ، واستنباطاً
لحكمة ، لأنّ شيئاً منها لا يتمّ إلاّ مع خلاء الذرع وفراغ القلب ، ومخالطة الناس
ملغاة ومشغلة.
وقال بعض الحكماء : من الطيور من جعل
راحته في اعتزال العمران ، وآثر المواضع النائيه عن الناس ، فليتشبّه به من أراد
النظر في كتب الحكمة.
وقال بعض الأخيار : لا يتمكّن أحد من
الخلوة إلاّ بالتمسّك بكتاب الله ، والمتمسّكون بكتاب الله هم الذين استراحوا من
الدنيا بذكر الله ، الذاكرون الله بالله ، عاشوا بذكر الله وماتوا بذكر الله ،
ولقوا الله بذكر الله.
وقيل لبعض العبّاد ، ما أصبرك على
الوحدة! فقال : ما أنا وحدي ، أنا جليس الله جلّ وعزّ! إذا شئت أن يناجيني قرأت
كتابه ، وإذا أردت أن اُناجيه صلّيت.
وكان بعضهم يلزم الدفاتر والمقابر ،
فقيل له في ذلك ، فقال : لم أرَ أسلم من وحدة ، ولا صاحباً أوعظ من قبر ، ولا
جليساً أمنع من دفتر.
كان بعض العارفين يقول : مكابدة العزلة
أيسر من مداراة الخلطة. وكان يقول : من أراد أن يسلم له دينه ويستريح بدنه وقلبه ،
فليعتزل الناس ويستوحش من الأغنياء وليجانب السلطان كما يجانب الرجل السباع
الضارية والهوام العادية.
وعن بعض الحكماء حين قيل له : لماذا
رفضت الناس؟ فقال : لم أرَ إلاّ عدوّاً يداجيني بعداوته ، وصديقاً يعدّ عليّ
معايبي في أيام صداقته.
وطالب العلم إنّما يستأنس بكتبه ، وإنّ
الكتب بساتين العلماء.
وكتبك حولي لا تفارق مضجعي
وفيها شفاء للذي أنا كاتم
كأنّي سقيمٌ قد اُصيب فؤاده
وهنّ حواليَّ الرقا والتمائم
نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 69