نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 64
وإن احتاج إلى صاحب
وصديق وزميل فليختر الصاحب الصالح [١]
، الديّن التقي الذكي الورع ، الذي يعين على اُمور دينه ودنياه وآخرته ، إن نسي
ذكّره ، وإن ذكر أعانه ، وإن احتاج واساه ، وإن ضجر صبّره. فيستفيد من خلقه ملكة
صالحة ، فإنّ المرء يكسب من قرينه أخلاقه وملكاته ، وإن لم يتّفق مثل هذا العبد
الصالح ، فإنّ الوحدة خيرٌ له من قرين السوء ، وإنّ الصبر على الوحدة في مثل هذه
المواقف من قوّة العقل ، وقطعيّة الجاهل تعدل صلة العاقل.
وقد حثّ علماء الأخلاق على ترك العشرة
المانعة من تحصيل العلم ، بل لا بدّ لمن آثر الله على من سواه من العزلة في
ابتدائه توحّشاً من غير الله ، ومن الخلوة في انتهائه اُنساً بالله ، وقد ورد في
الخبر الشريف عن الإمام العسكري (عليه السلام) : « من استأنس بالله استوحش من
الناس » [٢].
والسيّد الإمام الخميني في كتابه «
الجهاد الأكبر » يرى أنّه من الحريّ لطالب العلم أن يبقى في الحوزة في مقام تهذيب
نفسه ولو كان يستلزم ذلك خمسون سنة ، ثمّ بعد ذلك يخرج إلى المجتمع ، حتّى لا
يتلوّث قبل تكميل نفسه بأوساخ المجتمع ، ولا يتغيّر بأهوائهم والأجواء التي
يخلقونها ، بل يكون هو صاحب التصميم والقرار وهو الذي يلوّن المجتمع بصبغة الله ،
لا أنّه يتلوّن بألوانه وينجرف مع سيله ، حتّى يفقد دينه ـ والعياذ بالله ـ.
[١]ـ لقد تعرّضت
لمواصفات الصديق وواجبات الصداقة في كتاب « معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث
أهل البيت (عليهم السلام) » ، فراجع.
[٢]ـ لقد ذكرت مقامات
عديدة تلزم مقام الاُنس بالله في رسالة « مقام الاُنس بالله » شرحاً وبياناً لهذه
الرواية الشريفة ، وهي مطبوعة ، فراجع.
نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 64