نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 61
الأمر
الثالث
قطع العلائق المانعة من
تحصيل العلم
أن يقطع ما يقدر عليه من العوائق
الشاغلة ، والعلائق المانعة عن تمام الطلب وكمال الاجتهاد ، وقوّة الجدّ في
التحصيل ، ويرضى ما تيسّر من القوت وإن كان يسيراً وبما يستر مثله من اللباس وإن
كان خلقاً ، فبالصبر على ضيق العيش تنال سعة العلم ، والعلم لا يعطيك بعضه حتّى
تعطيه كلّك.
أكتفي بقصّة واحدة من حياة المحقّق
العالم الربّاني الملاّ محمّد مهدي النراقي صاحب (جامع السعادات) من خيرة
المصنّفات في علم الأخلاق.
« كان في بداية تحصيله في غاية الفقر
والفاقة بحيث لم يكن قادراً على إشعال قنديل للمطالعة ، فكان يستفيد من قنديل بيت
الخلاء للمطالعة ، وإذا جاء أحد إلى بيت الخلاء ، كان يتنحنح إشارة منه إلى أنّه
مشتغل بقضاء الحاجة ، فلا يعرف أحد بالأمر ويخجل.
هذا الرجل العظيم ـ وهكذا كلّ العظماء ـ
قطع كلّ ما يشغله عن دراسته ، حتّى الرسائل التي كانت ترسل إليه من أهله ووالده ،
كان يبقيها مقفلة لا ينظر إليها حتّى لا يوجب ذلك شرود ذهنه ، ويضع الرسائل تحت
الفراش ، وعندما قُتل والده فبأمر من اُستاذه وبمعيّته ذهب إلى نراق ، وبعد ثلاثة
أيّام رجع إلى مدرسته وهو شديد الشوق لتحصيل العلوم العقليّة والنقليّة ، ولمّـا
أكمل دراسته وسكن في كاشان وكانت خالية من العلماء ، وببركته مُلئت من العلماء
والفضلاء ، وصار مرجع ومحطّ رحال الرجال الكُمّل الأفاضل ، وظهر الكثير من العلماء
من تلامذته » [١].