وإنّما الله يعلّم الإنسان البيان
بحجّته الباطنية (العقل السليم والفطرة السليمة) وبحجّيته الظاهريّة النبيّ الأكرم
(صلى الله عليه وآله) والإمام المعصوم (عليه السلام) ، كما قال الله تعالى :
(وَأنْزَلـْنا إلَيْكَ
الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلـْنَّاسِ ما نَزَلَ إلَيْهِمْ)[٣].
فخلق الإنسان كان بين علمين : علم
القرآن وعلم البيان.
وهذا إنّما يدلّ على عظمة الإنسان وشرف
العلم ، وأنّه الأساس في كلّ شيء ، (وبه يمتاز الإنسان عن باقي الحيوانات ، لأنّ
جميع الخصال سوى العلم يشترك فيها الإنسان وسائر الحيوانات ، كالشجاعة والقوّة
والشفقة وغير ذلك ، وبه أظهر الله فضل آدم على الملائكة وأمرهم بالسجود له ، وهو
الوسيلة إلى السعادة الأبديّة إن وقع على مقتضاه ، فالعلم الذي يفرض على المكلّف
بعينه يجب تحصيله ، وتجبر عليه إن لم يحصل.
والذي يكون الاحتياج به في الأحيان فرض
على سبيل الكفاية ، وإذا قام به البعض سقط عن الباقي ، وإن لم يكن في البلد من
يقوم به اشتركوا جميعاً في تحصيله بالوجوب) [٤].