نام کتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 28
واللام في «الحمد»
للاستغراق عند الجمهور. وللجنس عند الزمخشري [١] ، ولا فرق هنا ؛ لأنّ لام «لله» للاختصاص ، فلا فرد منه
لغيره ، وإلا لوُجد الجنس في ضمنه ، فلا يكون الجنس مختصّاً به. وللحقيقة عند
بعضهم بمعنى أنّ حقيقة الحمد وطبيعته ثابتة لله. وللعهد عن آخرين. وأجازه الواحدي [٢] بمعنى أنّ
الحمد الذي حَمِد الله به نفسه وحَمِدَه به أنبياؤه وأولياؤه مختصّ به ، والعبرة
بحَمْد مَنْ ذُكر.
وإنّما قدّم
الحمد ؛ لاقتضاء المقام مزيد اهتمام به وإن كان ذكر الله أهمّ في نفسه ؛ ولأنّ فيه
دلالةً على اختصاص الحمد به. وجملة الحمد خبريّة لفظاً ، إنشائيّة معنىً ؛ لحصول
الحمد بالتكلّم بها ، ويجوز أن تكون موضوعةً شرعاً للإنشاء.
(المتفرّد)
بالتاء المثنّاة من فوق ، والراء المشدّدة بعد الفاء. ويحتمل على ضعفٍ أن تكون بالنون
مع تخفيف الراء.
وإنّما رجّح
الأوّل ؛ ليناسب مفتتح بقيّة الفقرات ، كـ «المتنزّه» و «المتفضّل» و «المتطوّل ؛
ولأنّه يقتضي المبالغة في الوصف ؛ لما مرّ من أنّ زيادة البناء تدلّ على زيادة
المعنى.
(بالقِدَم)
الذاتي فلا أوّل لوجوده ، ولا يشركه فيه شيء ، وهذا الوصف يستدعي كمال قدرته
وعلمه ؛ لأنّ مشاركة غيره له فيه موجبة لواجبيّته المنافية لذلك ، ويندرج فيه باقي
الصفات الثبوتيّة لزوماً.
وفيه تكذيب
للقائل بِقدَم الأجسام السمائيّة ، كأرسطو ، وللقائل بأنّ مادّة العالم قديمة ،
كسقراط ، على اختلافٍ في تلك المادّة.
(والدوام)
الذاتي ، فلا آخر لوجوده ، ولا يشركه فيه شيء.
والتقييد
بالذاتي يخرج أهل الجنّة ؛ فإنّهم يشاركونه فيه ، لكن دوامهم ليس ذاتيّاً ، وهذا
القيد من لوازم صفاته تعالى وإن لم يصرّح به ؛ فإنّها أُمور اعتباريّة ، ومرجعها
حقيقةً إلى الذات المقدّسة.
وربما يقال في
دفع المشاركة أيضاً : إنّ المراد انفراده تعالى بالقِدَم والدوام معاً بجعل الواو
بمعنى «مع» وأهل الجنّة لا يشاركونه في الأُولى. والأوّل أولى.