نام کتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 26
وفيه : إمكان
بناء ذلك على حذف الموصوف وإبقاء الصفة ، كقوله تعالى (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ)[١] و (أَرْسَلْنا رُسُلَنا
بِالْبَيِّناتِ)[٢] ويرجّح الأوّل مجازيّة الإضمار ، ويبتنى على عَلَميّته
أنّه بدل لا نعت ، وأنّ «الرحيم» بعده نعت له لا للاسم دونه [٣] ؛ إذ لا
يتقدّم البدل على النعت.
(الحمد) وهو
لغةً : الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التعظيم ، فخرج بالجميل
الثناءُ على غيره على قول بعضهم : إنّ الثناء حقيقة في الخير والشرّ ، وعلى رأي
الجمهور : إنّه حقيقة في الخير فقط ، ففائدة ذِكْر ذلك تحقيق الماهيّة ، أو دفع
توهّم إرادة الجمع بين الحقيقة والمجاز عند مُجوّزه من الأُصوليّين.
وبالاختياري
المدحُ ، فإنّه يعمّ الاختياري وغيره عند الأكثر. وعلى القول بالأُخوّة بمعنى
الترادف يحذف القيد ليعمّ.
و «على جهة
التعظيم» يخرج ما كان على جهة الاستهزاء أو السخرية ، (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)[٤] ويتناول الظاهر والباطن ، إذ لو تجرّد عن مطابقة
الاعتقاد أو خالفته أفعال الجوارح ، لم يكن حمداً ، بل هو تهكّم أو تمليح ، وهذا
لا يقتضي دخول الجوارح والجنان في التعريف ؛ لأنّهما اعتُبرا فيه شرطاً لا شطراً.
ونُقض في عكسه
بالثناء على الله تعالى بصفاته الذاتيّة ؛ فإنّها ليست اختياريّةً.
وأُجيب بأنّه
يتناولها تبعاً ، أو أنّها منزّلة منزلة أفعال اختياريّة حيث إنّ ذاته اقتضت
وجودها على ما هي عليه ، أو أنّها مبدأ أفعال اختياريّة ، فالحمد عليها باعتبار
تلك الأفعال ، فالمحمود عليه اختياريّ في المآل ؛ تنزيلاً للمسبّب منزلة السبب ،
والكلّ تكلّف.
و «الحمدُ»
عرفاً : فعل يُنبئ عن تعظيم المُنْعِمِ من حيث إنّه مُنعم على الحامد أو غيره ،
سواء كان باللسان أم بالجنان أم بالأركان.
و «الشكر» لغةً
: هو هذا الحمد. وعرفاً : صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى