responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : الحلبي، أبو الصلاح    جلد : 1  صفحه : 500

وقلنا : انهم ملجئون الى ترك القبيح لأنه لولا المنع منه مع كونهم متخيرين في أفعالهم لصح منهم إيثاره واستحقاق العذاب به ، والإجماع بخلاف ذلك وانما يكونون ملجئين بأحد أشياء : اما ان يفعل تعالى في قلوبهم العلم بأنهم متى راموا القبيح منعوا منه ، أو بان يغنيهم بالحسن عن القبيح فلا يبقى لهم داع اليه ، أو بان يفعل في قلوبهم العلم بأنهم متى فعلوه نزل بهم الضرر العظيم عقيب فعله.

وقلنا : ان أهل الجنة لا يهرمون ولا يمرضون ولا يحزنون ولا يخافون ولا يتنافسون ولا يتحاسدون ، لإجماع الأمة على ذلك ، ولما نص عليه تعالى في كتابه ، ولا يستبعد ذلك عارف بمثيبهم سبحانه لأنه. والمرض متولدان عن أمور يفعلها تعالى وعن. متخير في أفعاله فيصح ان لا يفعلها وإذا صح. به وكذلك القول في بقائهم ابدا لتعلقه بمقدوره. فحادثان عن أمور هي منتفية عن أهل الجنة بغير شبهة. فمتولدان عن حصول شهوات لمنازل الغير مع تعذرها.منتفى عن أهل الجنة لأنه تعالى لا يفعل لأحد من أهلها شهوة لمنزلة غيره ، وانما يفعل فيه منها بحسب ما يستحقه أو يتفضل عليه به ، وإذا لم يفعل فيهم شهوة لمنازل غيرهم مع بلوغهم أدناهم منزله إلى غاية منتهاه من النعيم العظيم لما يتألموا بفوتها.

وبمثل هذا يجاب من يقول : أخبرونا عن من ذهبت نفسه إلى منزلة لا يستحقها أو الى مناكح غيره ، لأنه إذا لم يفعل له شهوة إلا لما قد أبيح تناوله [ له ] سقطت الشبهة.

وكذلك لو قيل لنا : ماذا يكون حال المثاب ان ذهبت نفسه الى سماع المطربات من الأغاني والملاهي أو الالتذاذ ببعض المحرمات ، لكان الجواب : ان ذلك مما لا يقبح عقلا وانما قبح هاهنا لتعلقه بالتكليف ولا تكليف هناك ، فان فرضنا

نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : الحلبي، أبو الصلاح    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست