نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 41
لكلّ منهما ومظهراً له عن الآخر ، وما يحكم عليه شيء أو يظهره ويبيّنه
غيره ليس بصانع غير مصنوع ، ولا غنيّ بذاته ، ولا واحد من كلّ وجه ، بل له جهة
يشبهه بها غيرُه ، وجهة يمتاز بها عن المثل ، فيكون مركّباً لا واحداً ، وبمعنى
أنه ليس له جزء يغاير جزءاً ، فليس ذو الأجزاء بواحدٍ.
وأيضاً يفتقر
كلّ من الأجزاء إلى ما يميّزه عن الآخر. وهكذا ، فيكون مميّزات لا تحصى ، فلا
يُعرف الخالق من غيره.
وأيضاً يفتقر
حينئذٍ إلى ما يلائم ويركّب كلّاً من الجزأين مع الآخر ، والفقير محكوم عليه ،
فليس هو صانعاً غير مصنوع ، ولا واحداً حقيقيّا.
ولا تتوهّم أن
وحدة الواجب تعالى عدديّة ، بمعنى أنه واحد ، أي واحد بالعدد ، فإن جميع الأعداد
ملك له ، فلا يكون هو أحدها.
وأيضاً لو كان
وحدته بمعنى العدد لكان له شبهٌ ؛ إذ الواحد بالعدد كثير فيه استخدام [١] ، فتفطّن. وقد
عرفت بالدليل أنه منزّه عن الشبه ، فإذا عرفت هذا علمت أنه تعالى ليس له شريك ؛ إذ
المشاركة تقتضي المشابهة والمماثلة.
وأيضاً لو كان
له شريك ؛ فإمّا أن يكون كلّ منهما قادراً على العلم والإحاطة بحقيقة الآخر وعلى
قهره ومنعه عمّا يريد ، [ أو [٢] ] لا. فعلى كلا الوجهين يكون كلّ منهما مقهوراً عاجزاً
عن دفع النقص والغلبة له والعجز عن نفسه ، فليس بواجب الوجود ولا قاهرٍ غير مقهور.
وإن كان أحدهما قادراً على ذلك دون الآخر فهو واجب الوجود بلا شريك ولا مثل ، دون
الآخر ، لعجزه.
وأيضاً لو كان
له شريك لكان له مثل ، وقد عرفت استحالته.
وأيضاً
المشاركة تقتضي مشتركاً فيه وإلّا فلا شريك. والمشترك فيه ؛ إمّا أن يكون حقيقة
الذات [ أو [٣] ] صفاتها الذاتيّة ، وهذا يرجع إلى المشابهة المنفيّة
بالدليل ، أو إلى