نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 36
على أنها صفات كمال ، وهو منبع كلّ كمالٍ وخير وأولى به ، فإنه واهبه ،
ومعطي الخير أولى بالخير والفضل ، فوصفناه بها كما عَلّمنا.
وفي
أفعاله بأن تعلم [ أن
] كلّ كمالٍ وجمالٍ وخيرٍ فمنه بدأ ، وهو مفيضه وواهبه لمن يشاء ، فلا خالق ولا
رازق ولا محيي ولا مميت إلّا هو سبحانه وتعالى ، ولا يُعبَدُ إلّا هو ، ولا يحلّ
عبادة غيره بوجه ، ولا طاعة غيره أيضاً.
نعم ، له عباد
طاعتُهم طاعتُه ومعصيتُهم معصيتُه وأمرهم عين أمره وقدرتهم بقدرته ، فمن لجأ إليهم
أو استغاث بهم أو أطاعهم فقد عبد الله ؛ لأنهم خلفاؤه ونوّابه ، وأنه هو واهب
القدرة على كلّ خير ومعجزة وكرامة لأوليائه وصفوته ورسله. فكلّ ما في الخلق من
جمالٍ وكمالٍ وخيرٍ فهو واهبه تعالى ، فإن ما سواه خلقه ، فليس لرسولٍ أو وليّ أو
ملكٍ قدرة ولا كمال إلّا وهو واهبه له. فدعوة الرسل والأولياء والاستغاثة بهم إذا
كانت لاعتقاد أنهم نوّاب الله وخلفاؤه وأبوابه [ التي [١] ] لا يؤتى
إلّا منها ، ولأنهم ألبسهم الله حلّة عزّه وقدرته ، وأقدرهم على كلّ ما يريدون
بإرادته ، وأن كلّ ما يصدر عنهم من المعاجز وغيرها فهو بقدرة الله تعالى ، كان هو
التوحيد الخالص الحقّ.
فلا تغترّ بقول
الجاهلين الذين يظنون أنهم ينالون ما عند الله بلا واسطة خلفائه الذين اختارهم
وجعلهم ملاذاً ومفزعاً لخلقه ، ودلّ الخلق عليهم وهداهم إليهم بما ألبسهم من لباس
عزّته وقدرته ، وجعلهم يقدرون بقدرته على كلّ شيء ، وظهرت منهم المعجزات بإذنه
وقدرته.
كيف ظنّك بمن
قدرته قدرة الله ويده يد الله ، كما أن أمرَه أمرُ الله ونهيَهُ نهيُهُ؟
الفائدة الثانية : في معنى الإيمان
اعلم أن معنى
الإيمان هو أن تعلم بالدليل وحدانيّة الله تعالى كما تقدّم ويأتي