نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 159
أحدها
: أن محمَّداً صلىاللهعليهوآله : مظهر العقل الكلّيّ الذي هو أوّلُ ما خلق الله ، فقال
له أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر ، فأدبر [١]
، وخلق بخلقه ضدّه وهو
الجهل ، وقد ظهرت في هذه النشأة دولة الجهل الكاملة الّتي أوجبت استتار الإمام
وعمل النبيّ : والأئمّة بعده صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بالتقيّة. فلا بدّ أن
تظهر دولة لمحمّد صلىاللهعليهوآله : لكمال دولة العقل وجنوده ، وذلك لا يكون إلّا بالرجعة
؛ لأن القائم عليهالسلام : يقتل. ولازم ظهور دولة العقل كمال الظهور أن تطّهّر
الأرض من الكفر والشرك والنفاق ، حتّى لا يعبد إلّا الله سرّاً وعلانية ، وهذا لا
يكون مع وجود من يقتل الإمام.
وثانيها
: أن الله كما
أحبّ أن يعبده العقل وجنوده وأوّل العابدين بكمال السرّ ، أحبّ أن يعبده بكمال
العلانية ، حتّى يستكمل العابد وجنوده جميع مراتب العبادة ، فإن بها كمال وجود
الخلق ، لأن الله إنما خلق الخلق ليعبدوه ، ولو أن المكلّفين أطبقوا على ترك عبادة
ولو مستحبّة حتّى لا يوجد عامل بها غير الإمام لم يمهلوا.
وثالثها
: أن مظهر الجهل
له فعليّة ، وتتحقّق في هذه النشأة من كلّ وجه بها يتحقّق امتلاء الأرض ظلماً
وجوراً ، فلا بدّ من أن يكون لمظهر العقل وهو محمّد : وخلفاؤه صلوات الله عليهم
تحقّق وفعليّة فيها كاملة من كلّ وجه بها يكون الدين كلّه لله. ولا يتمّ هذا ويصدق
إلّا بالرجعة. والوجوه كثيرة لا تخفى على العارف ، والاستعجال أوجبَ الاقتصار.
ومنها : ما ثبت بالبرهان المتضاعف من وجوب تطابق البداية
والنهاية ، وأن أوّل الفكر آخر العمل ، وأن العلّة الغائيّة هي علّة فاعليّة
الفاعل ، فهي أوّل وآخر ، ووجوب تطابق قوسي دائرة المبدأ والمعاد.
إذا تعقّلت هذا
فاعلم أن محمَّداً صلىاللهعليهوآله : وخلفاءه الاثني عشر عليهمالسلام هم أوّل العابدين الداعين إلى الله ، الدالّين عليه في
مقام ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
)[٢] وقبله وبعده ، وفي كلّ مقام. فلا بدّ أن يكونوا أجمعين
آخر العابدين الدالّين على الله ، الهادين إليه ، وأنهم