الحمد لله ربّ
العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ،
إلى يوم الدين.
وبعد : فهذا جزء
ثان ممّا علّقناه في الأصول على كتاب معالم الأصول ، نسأل الله التوفيق على ختمه ،
فإنّه خير موفّق ومسؤول.
* ولا يخفى أنّ
بناء جمع « الأمر » و « النهي » على « الأوامر » و « النواهي » هو المتعارف في
ألسنة الأصوليّين والفقهاء ، بل الواقع في كتبهم المتداولة ، وكأنّه تصرّف منهم
وارد على خلاف القانون ، فإنّ « فواعل » على ما صرّح به أئمّة الأدب لا يجمع بها
إلاّ ما كان على زنة « فاعل » اسما أو وصفا ـ بمعنى « فاعلة » ـ كالكواهل والطوالق
في « كاهل » و « طالق » أو « فاعله » اسما أو وصفا كالكواثب والضوارب في « كاثبة »
[١] و « ضاربة ».
نعم ، ربّما يذكر
البناء على هذا الجمع في اوزان على وجه الشذوذ ، ليس ما ذكر بشيء منها ، وكأنّه
إطباق منهم على أنّ هذا الوزن لا يجمع ذلك الجمع.
مضافا إلى ظهوره
في محلّ البحث خاصّة عن أئمّة اللغة ، حيث لم يذكروا للأوّل منهما جمعا سوى «
الأمور ».
وإلى ما عن
الحاجبي من أنّه لا يوجد في لسان العرب « أوامر » جمع « أمر » بل هذا شيء يذكره
الفقهاء ، وجمع « الأمر » الواقع بمعنى الفعل والقول « امور » و « أوامر » جمع «
آمرة ».
[١] موضع من عنق
الفرس ، يضع عليه الفارس يده ( منه ).