خطبة اخرى لها
ـ صلوات الله عليها ـ عند موتها ، نقلها الجوهري أيضا في كتاب (السقيفة) [١].
قال الشيخ عزّ
الدين بن أبي الحديد في (شرح النهج) : (قال أبو بكر : وحدّثنا محمد بن زكريا). ثمّ
ساق سنده إلى عبد الله بن حسن بن الحسن عن امه فاطمة بنت الحسين عليهالسلام : (قالت : لمّا اشتدّ بفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله الوجع) ، وثقلت في علّتها اجتمع عندها نساء من نساء
المهاجرين والأنصار ، فقلن لها : كيف أصبحت يا بنت رسول الله؟ قالت : «أصبحت والله
عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد أن عجمتهم ، وشنئتهم بعد أن سبرتهم ،
فقبحا لفلول الحدّ وخور القنا وخطل الرأي ، وبئسما (قَدَّمَتْ لَهُمْ
أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ)[٢]. لا جرم قد [٣] قلّدتهم ربقتها [٤] ، وشنّت عليهم غارتها ، فجدعا وعقرا ، وسحقا للقوم
الظالمين.
ويحهم! أين
زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الوحي الأمين ، والظنينين [٥] بأمر الدنيا
والدين؟! ألا ذلك هو الخسران المبين. وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا منه ـ والله
ـ نكير سيفه وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله ، ولو تكافّوا عن
زمام نبذه إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله لاعتقله ، وسار بهم [٦] سيرا سجحا ، لا