روى السيّد
الرضي رضياللهعنه في كتاب (نهج البلاغة) [١] عن مسعدة بن
صدقة عن الصادق عليهالسلام ، وروى نحوه الصدوق في (التوحيد) [٢] والعياشي في
تفسيره [٣] أن أمير المؤمنين عليهالسلام خطب بهذه الخطبة على منبر الكوفة ، وذلك أن رجلا أتاه
فقال : يا أمير المؤمنين ، صف لنا ربنا لنزداد له حبّا ومعرفة. فغضب عليهالسلام ونادى : «الصلاة جامعة». فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله ، فصعد المنبر وهو
مغضب متغير اللون فحمد الله سبحانه وصلّى على النبي صلىاللهعليهوآله وقال : «الحمد لله» ، وساق الخطبة.
إلى أن قال :
فقال عليهالسلام : «فانظر أيّها السائل ، فما دلّك القرآن عليه من صفته
فائتم به واستضئ بنور هدايته ، وما كلّفك الشيطان علمه ممّا ليس عليك في الكتاب
فرضه ولا في سنة النبي صلىاللهعليهوآله وأئمّة الهدى أثره فكل علمه إلى الله سبحانه ، فإنّ ذلك
مقتضى [٤] حقّ الله عليك. واعلم أن الراسخين في العلم هم الّذين أغناهم الله عن
اقتحام السدد