responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدّرر النجفيّة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 2  صفحه : 229

عالم الأزل بالانتخاب والاصطفاء ؛ لما علمه منهم من الصدق في القيام بواجب حقه والوفاء. وفي هذه المرتبة أيضا درجات متفاوتة (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) [١].

وإلى هذه المرتبة يشير أيضا ما ورد عن أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ حيث سأله سائل : هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين؟ فقال : «ويحك ، ما كنت أعبد ربا لم أره». قال كيف رأيته؟ قال : «ويحك ، لا تدركه العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان» [٢].

ومثل ذلك أيضا روى عن الباقر عليه‌السلام [٣].

وهذه الرؤية عبارة عن الانكشاف التام والظهور ، وهذا مخصوص ـ كما ذكرنا ـ بالأنبياء وبهم عليهم‌السلام ، المخلوقين من أنوار العظمة الإلهية لا يزاحمهم فيها مزاحم من البريّة. ولهذا أن شيخنا المجلسى ـ عطّر الله مرقده ـ في كتاب (عين الحياة) في شرح قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذرّ رضي‌الله‌عنه : «يا أبا ذر ، اعبد الله كأنّك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك» [٤] ، قال بعد أن ذكر للرؤية معنيين : أحدهما : الرؤية البصرية ، والثاني : الرؤية بمعنى الانكشاف التام ـ ما صورته : ولمّا كان هذا القسم من الانكشاف مخصوصا بالأنبياء والأئمَّة عليهم‌السلام ، وأنه غير متصور من أبي ذر ولا من مثله قال له : اعبد الله كأنك وصلت إلى هذه المرتبة. كما أن الرؤية في تتمة الكلام بهذا المعنى ، فإن رؤية الله سبحانه لعبده ليس بالعين فإنه تنزّه عن الأعضاء والجوارح [٥]. انتهى.

ثم إنّه ينبغي أن يعلم [أن] هذه الرؤية القلبية التي ذكرها الإمامان عليهما‌السلام لا يجوز


[١] البقرة : ٢٥٣.

[٢] الكافي ١ : ١٣٨ / ١ ، باب جوامع التوحيد.

[٣] الكافي ١ : ٩٧ / ٥ ، باب في إبطال الرؤية.

[٤] مكارم الأخلاق ٢ : ٣٦٣ / ٢٦٦١.

[٥] انظر عين الحياة ١ : ٣٢ ، ٣٣ ـ ٣٤ ، بالمعنى.

نام کتاب : الدّرر النجفيّة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 2  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست