ولا يخفى أنّه لا
يجري في كلّ شهرة ؛ لأنّ مراتبها مختلفة ، فربّ شهرة ضعيفة لا يحصل منها ظنّ أصلا
، ولا تصلح للتأييد فضلا عن أن يحصل منها العلم ، أو ظنّ يكون حجّة.
نعم ، قد تكون
الشهرة قويّة ، بحيث يحصل معها قوّة الظنّ وتصلح للترجيح ، بل ربّما بلغت حدّا
يكون حجّة.
نعم ، إذا كان
المخالف قليلا ، فإنّه يمكن أن يحصل الظنّ القويّ بدخول قول المعصوم في مثل هذه
الشهرة ، إلاّ أنّها تكون عندنا إجماعا ؛ لعدم مخالفة النادر فيه ، كما عرفت [١].
وأمّا الثاني ؛
فلتبادر الظنّ إلى أنّ الخطأ من القليل أظهر منه من الكثير ؛ ولما ورد من قولهم عليهمالسلام : « خذ المجمع عليه بين أصحابك » ؛ فإنّ الظاهر منه المشهور بقرينة قوله عليهالسلام : « واترك الشاذّ النادر » [٢].
ثمّ الحقّ ، أنّ
الشهرة مطلقا تصلح للتأييد والترجيح ، سواء كانت من المتقدّمين أو المتأخّرين ،
وشهرة المتقدّمين وإن كانت أقوى نظرا إلى قرب عهدهم بالحجج عليهمالسلام وتمكّنهم من تحصيل القرائن ، ولكنّ الشهرة بين المتأخّرين أقوى ؛ نظرا إلى أنّ
دقّتهم أكثر.
وما قيل : إنّ كلّ
شهرة حصلت بعد زمن الشيخ لا عبرة بها ولا يحصل منها ظنّ ؛ لأنّ المتأخّرين عنه
قلّدوه في الأحكام التي عمل بها [٣] ، في غاية الضعف ؛ لأنّ مخالفتهم له أكثر من مخالفة
القدماء بعضهم لبعض ، كما لا يخفى على المتتبّع.
وإذا عرفت الحقّ ،
فكيفيّة التفريع ظاهرة.
فصل [١٣]
لا يشترط في
حجّيّة الإجماع أن يبلغ عدد المجمعين عدد التواتر.
أمّا عندنا ؛
فلأنّ المعتبر كلّ عدد حصل منه العلم بدخول قول الإمام عليهالسلام كائنا ما كان.