الحقّ أنّه قبل
البعثة لم يكن متعبّدا بشرع أحد ممّن تقدّمه من الأنبياء ، بل كلّ ما تعبّد به
حينئذ كان شرعا له ؛ لأنّه كان يوحى إليه حينئذ بأشياء تخصّه. وكذا بعد البعثة لم
يكن متعبّدا بما لم ينسخ من شرع من تقدّمه.
ولم نعثر على
مخالف من أصحابنا في المقامين إلاّ المرتضى [١] والعلاّمة في
النهاية [٢] في المقام الأوّل ، فإنّهما توقّفا فيه.
وقد وقع الخلاف في
المقامين بين الجمهور ، فبعضهم وافقنا فيهما [٣] ، وبعضهم خالفنا
فيهما [٤] ، وبعضهم وافقنا في أحدهما دون الآخر [٥] ، وبعضهم توقّف [٦].
لنا : قوله تعالى
: ( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى )[٧].
وأنّه لو كان
متعبّدا بشرع غيره للزم أفضليّته عليه صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ المتبوع أفضل من التابع ، وهو باطل إجماعا. ولقضت
العادة بوقوع مخالطته لأهله ولو وقع لنقل. ولزم وجوب الفحص عليه عن ذلك الشرع ؛
ولو وجب عليه لفعله ، ولو فعله لاشتهر ؛ ولزم وجوب الفحص على الصحابة والتابعين
والمجتهدين ، ووجب علينا تعلّم أحكام ذلك الشرع ، وكلّ ذلك باطل. ولافتخر أهله
بذلك ، ولو افتخر وصل إلينا ولم يصل.
والقول بأنّ هذا
يتمّ لو كان متعبّدا بشرع معيّن ، أمّا إذا كان متعبّدا بما ثبت أنّه شرع فلا يرد [٨] ، ضعيف جدّا ؛ لأنّ هذا لا يلائم طريقة أحد من الطوائف.
ولنا أيضا : ما
روي أنّ عمر طالع ورقة من التوراة فغضب عليهالسلام وقال : « لو كان أخي