اعلم أنّ لفظ «
اصول الفقه » لمّا كان مركّبا إضافيّا من « الاصول » و « الفقه » ، ولكلّ واحد من
جزءيه معنى لغوي واصطلاحي ، ثمّ صارا علما لعلم خاصّ ؛ فحصل له تعريفان باعتبارين
:
أحدهما : باعتبار التركيب. وتعريفه بهذا الاعتبار إنّما يحصل
بتعريف كلّ واحد من جزءيه ؛ لأنّ تعريف المركّب إنّما يحصل بتعريف أجزائه.
وثانيهما : باعتبار العلميّة. وبهذا الاعتبار لا يلتفت إلى الأجزاء
من حيث دلالتها على معانيها اللغويّة أو العرفيّة ، بل يلتفت إليها من حيث إنّها
صارت علما لعلم مخصوص ، ولذا ترى الاصوليّين [١] يعرّفون أوّلا
كلّ واحد من لفظي : « الاصول » و « الفقه » ؛ ليحصل التعريف بالاعتبار الأوّل. ثمّ
يعرّفون علم الاصول باعتبار العلميّة.
وغير خفيّ أنّ ما
هو من المبادئ إنّما تعريفه بالاعتبار الثاني لا الأوّل. نعم ، فيه زيادة بصيرة ،
فنحن أيضا نقتدي بهم لذلك ، فنقول في تعريفه بالاعتبار الأوّل :
الاصول لغة : ما
يبنى عليه غيره [٢]. وعرفا : عبارة عن الأدلّة ؛ لابتناء المدلولات عليها.