الأوّل : ليس من
المرسل عندنا ما يقال فيه : عن الصادق عليهالسلام قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا ؛ ووجهه ظاهر.
الثاني : قطع
الحديث بالإرسال ونحوه عمدا حرام أو مكروه ؛ لقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا حدّثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدّثكم » [١]. وقول الصادق عليهالسلام : « إيّاكم والكذب المفترع » ، قيل له : وما الكذب المفترع؟
قال : « أن يحدّثك الرجل بالحديث فتتركه وترويه عن الذي حدّثك » [٢].
وعلى هذا فالظاهر
أنّ استعمال القطع في كلام قدمائنا المحدّثين وقع سهوا أو نسيانا.
الثالث : قيل : لو
أسند راو حديثا إلى النبيّ مرّة وأوقفه غيره على الصحابي ، فهو متّصل [٣] ؛ لجواز أن يكون الصحابي رواه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تارة وذكره عن نفسه على سبيل الفتوى اخرى ، فرواه كلّ
منهما بحسب سماعه أو سمعه ، يرويه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فنسي وظنّ أنّه ذكره عن نفسه.
وكذا لو أسنده إلى
النبيّ تارة وأوقفه هو على الصحابي اخرى ؛ لما ذكر [٤].
نعم ، لو أرسله أو
أوقفه مدّة طويلة ثمّ أسنده إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد تلك المدّة ، فهو يقدح في اتّصاله [٥] ؛ لأنّ نسيانه في تلك المدّة بعيد. اللهمّ إلاّ أن يكون له كتاب يرجع إليه
فيذكر ما نسيه [٦].
ولا يخفى أنّ
الوقف على الصحابي في الصورتين وإن احتمل ما ذكر ، إلاّ أنّه ليس على سبيل القطع ،
فالحكم بكونه متّصلا مشكل.
[١] ما وجدته عن
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
نعم ورد عن عليّ عليهالسلام
كما في الكافي ١ : ٥٢ ، باب رواية الكتب والحديث ، ح ٧.