المشهور أنّ
القراءات السبع [١] متواترة ، وبعضهم أضاف إليها الثلاث الباقية [٢].
والحقّ أنّ
تواترها لم يثبت ؛ لأنّ خلافه كاد أن يكون إجماعا.
ثمّ المشهور بين
قول بتواتر السبع مطلقا [٣] ، وبين قول بتواتر ما هو من قبيل جوهر اللفظ كـ « ملك » و
« مالك » دون ما هو من قبيل الهيئة ، كالمدّ ، والإمالة ، وأمثالهما. وهو الذي ذهب
إليه الأكثر [٤]. وهو لا يخلو عن إشكال ؛ لأنّ القرآن عبارة عن اللفظ ، وهو
مركّب من الجزء المادّي الذي هو من قبيل الجوهر ، ومن الجزء الصوري الذي هو الهيئة
، وتواتره إنّما يتمّ بتواتر كلا جزءيه ، اللهمّ إلاّ أن يلتزم بأنّ القرآن
بالإطلاق ليس متواترا في القراءات [٥] السبع ، بل
المتواتر جوهره فيها.
ثمّ الحجّة على
تواتر السبع والعمل بها ، أنّه وصل إلينا من السلف هذه القراءات السبع على نحو
يفيد العلم ، وقولهم حجّة ؛ لإدراكهم النبيّ صلىاللهعليهوآله وأصحابه. وقد أمر أئمّتنا بقراءة القرآن كما يقرأ الناس
إلى قيام القائم [٦].
ويؤيّده تقريرهم
أيضا. وورد بعض الأخبار عنهم بأنّ القرآن نزل على سبعة أحرف [٧].
ويرد عليه : أنّه
لا شكّ أنّ القرآن النازل من الله واحد لا اختلاف فيه ، فكيف يكون السبع حجّة ،
ولم يثبت أنّ المراد من سبعة أحرف القراءات السبع؟! بل قال الصادق عليهالسلام لحمّاد ـ حين قال له : قد ورد منكم أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ـ : « أدنى
ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه » [٨].
وبعض أهل اللغة
فسّر سبعة أحرف بسبعة لغات ، كلغة اليمن ، وهوازن ، وأهل مصر ،