على الأركان
الأعلام مثل صاحب الحدائق ، والمولى الخاجوئي ، والوحيد البهبهاني والمحدّث
الفتوني ، وعلاّمة الزمان محمّد بن محمّد زمان ، والمولى مهدي الهرندي والمولى
محمّد جعفر القاساني ... إلى أن ركب طائر القدس ولحق بمحلّ الانس وتوسّد التراب
خلف مرقد مولاه أبي تراب عليهالسلام ، ودفن من ورائه ولده أحمد ، سمي صاحب المستند عليه
صلوات الله الملك الأحد. وخلّف تصانيفه الرائقة ، وفيها نخبة البيان البديع في
بابي الاستعارة والتشبيه من فنّ البيان ، وتوضيح الإشكال ... وشرح لتحرير أقليدس
... وكتاب الرجال الذي رأيت النقل عنه في تأليفات بعض المعاصرين [١].
٥ ـ وجاء في لباب
الألقاب :
العارج أعلى
المراقي ، الحاجّ الملاّ مهدي بن أبي ذرّ بن الحاجّ محمّد القمّي النراقي كان
عالما عيلوما محقّقا مدقّقا ، أستاذ الكلّ في الكلّ ، جامعا لجميع العلوم
العقليّة ، ماهرا حاذقا في العلوم الشرعيّة ، كاشفا عن أسرار دقائق لم يطّلع
عليها من قبله ، مبيّنا لقواعد حقائق لم يؤسّسها سواه ، فلو قال قائل إنّه بحر
العلوم على الحقيقة لما كان في هذا القول متجوّزا بل تكلّم بالحقيقة ، ولو قال
قائل : إنّه العلاّمة لما استحقّ الملامة. ولقّبه بعض الأفاضل بـ « خاتم الحكماء
والمجتهدين » وهو في محلّه. وقد تلمذ في الرياضيّات والحكمة على الملاّ إسماعيل
الخاجوئي في أصفهان ثلاثين سنة ، وفي الشرعيّات على الوحيد البهبهاني مدّة مديدة
...
وحكايات مشقّته
في التحصيل ، وتحميله للفقر والفاقة ، وصبره على نوائب الدهر وحوادث الجمّة
معروفة ، ورياضاته وعباداته مشهورة حتّى أنّ بعض الصوفيّة ادّعى أنّه من مشايخ
السلسلة ، ترويجا لعقيدته الفاسدة ، كلاّ إنّه كان رئيس الحكماء الإلهيّين ،
وأعلم الفقهاء والمجتهدين ، وأصل الزهّاد وقدوة العابدين ولعمري إنّه كان ناصرا
للملّة والدين ، بل آية من آيات الله داعيا إلى الحقّ المبين [٢].
[١] أعلام الشيعة ،
القرن الثالث عشر. راجع شرح أحوال وآثار ... : ٤٢ ـ ٤٣.
[٢] لباب الألقاب :
٩٢. راجع شرح أحوال وآثار ... : ٤٣ ـ ٤٤.