وأن يكون متقدّرا ، وإلّا فغير المتقدّر ليس قابلا لاشتغال الذمّة به ، ومن
المعلوم أنّه إذا اشتغلت الذمّة بالقيمة المتقدّرة فليست قابلة للتبدّل إلّا
بالتراضي ونحوه.
وبالجملة ؛ فلا
يتصوّر أن تتبدّل الذمّة بنفسها عمّا اشتغلت به عند التلف إلى غيرها ، ولقد أجاد
في «الجواهر» في ردّ هذا القول ، فراجع! [١]
فروع
ثمّ إنّ بعد
ظهور الأحكام الكليّة للمثلي والقيمي والضابط بينهما ، هنا فروع جزئيّة نتعرّضها ،
ففي «الشرائع» : (الذهب والفضّة يضمنان بمثلهما) .. [٢]إلى آخره.
لا يخفى ؛ أنّ
هنا صورا : فإنّ الذهب والفضّة إمّا أن يكونا مسكوكين أو غير مسكوكين ، وكلّ منهما
إمّا أن يكون فارغا ـ بمعنى أنّه لم يكن عليهما شيء من الحليّ والصنعة ـ أو لم
يكن فارغا ، وما يكون عليه الصنعة إمّا أن يكون صنعة محلّلة أو محرّمة.
أمّا لو كانا
فارغين ؛ سواء كانا مسكوكين أو غير مسكوكين فلا إشكال في كونهما مضمومنا بالمثل
دون القيمة ؛ لانطباق ضابطة المثلي عليهما على ما عرّفناه من أنّه الّذي يكون له
أفراد نوعيّة غالبة مثله فيما له المدخليّة في الماليّة ، فمناط المثليّة ذلك ، لا
ملاحظة النسبة المتساوية في الأجزاء ، فإنّ هذا التعريف لا يتمّ طردا وعكسا ، بل
أقلّ قليل من المثليّات تبقى تحت هذا الضابط ، وأكثرها يدخل في القيميّات
كالمصنوعات بالمكائن في زماننا ، وغيرها ، كما أسلفنا ذلك.