يبقى بدونه وليس ذلك مثل مشخّصات زيد الّتي لا يوجب ذهابها ذهاب الإنسانيّة
أو ليست المشخّصات محصّلة لها ، مع أنّ ذلك أيضا غير معقول ، كما لا يخفى ، فتأمّل!
ولكن ذلك العقد
الباطل بالنسبة إلى الاستنابة ، كاشف عن الإذن.
وكالة المتبرّع
نعم ؛ بالنسبة
إلى الوديعة المنضمّة لها في الوكالة والقراض ليست حقيقتهما جنسا ، ولذا لو تعدّى
فيهما ضمن ، مع عدم بطلانهما ، قال المحقّق في «المختصر» : (ولا حكم لوكالة
المتبرّع) [١].
أقول : أي ولا أثر للوكالة لو تبرّع الوكيل في وكالته ، وهذا
ردّ على العامّة حيث جوّزوا أن يتوكّل متبرّع عن الغائب في الخصومات حسبة ، بيان
ذلك أنّهم يقولون : إنّ الامور الشرعيّة على ثلاثة أقسام :
قسم ؛ أراد الشارع حصوله من مباشر معيّن بحيث لا تترتّب
الآثار المختصّة به إلّا مع صدورها من مباشر معيّن كالصلاة والطهارة.
وقسم ؛ أراد حصوله من المكلّف أو من نائبه سابقا أو لاحقا
لتشمل الإجازة بصيرورة الفضولي بها وكيلا بحيث يترتّب الأثر الشرعي على حصوله منه
أو من نائبه ، وذلك كالبيع وغيره من العقود القابلة للنيابة ، فإنّ رضى المالك
معتبر في ترتيب آثارها فمتى حصل [يترتّب الأثر الشرعي عليه] ، سواء قام بها بنفسه
أو بنائبه.