لا خلاف بل لا
إشكال في انفعال الماء القليل بالنجاسة في الجملة ، والأخبار الخاصّة الدالّة عليه
كثيرة ، بحيث تكون فوق حدّ الاستفاضة ، كما تدلّ عليه أخبار [الماء] الكثير والماء
الكرّ [١] بتقريب آخر غير ما قرّرناه ، وهو : أنّه لمّا كان الظاهر منها التحديد ،
خصوصا ما وقع منها في جواب الأسئلة ، فيدلّ ذلك على انحصار القلّة [و] أنّ الّذي
لا ينفعل هو الكرّ.
فيستفاد من
مفهوم تلك الأخبار أنّ القليل غير عاصم ، وينجس بكلّ ما لا ينجس به الكثير ، بمعنى
أنّه كما أنّ لفظ الشيء في المنطوق عامّ كذلك المفهوم ، ولا إهمال فيه ؛ لأنّ
المفهوم وإن كان مدلولا عقليّا إلّا أنّ كيفيّة الاستفادة موكول إلى العرف ، ومن
المعلوم أنّ العرف يفهم في المقام أنّ كلّ ما ليس بمنجّس للكثير منجّس للقليل.
وبعبارة اخرى ؛
ليس نفي التنجيس في المنطوق عن جنس النجاسات ،
[١] وسائل الشيعة : ١
/ ١٤٣ الباب ٥ و ١٥٨ الباب ٩ من أبواب الماء المطلق.