يجوز أن يكون موضع الإمام أرفع من المأموم مطلقا إلّا بالمقدار الّذي
استثني ، وقد عرفت أنّ القدر المتيقّن هو ما دون الشبر ، فحينئذ بالنسبة إلى الشبر
وما زاد عليه لا ينبغي التأمّل في عدم جوازه حسبما هو المستفاد من مجموع الرواية
والأصل أيضا.
هذا كلّه ؛ في
العلوّ الدفعي والتسريحي بل التسنيمي الّذي هو كصفحة الجبل الملحق به ، وأمّا في
الانحداري فلا بأس به ، كما هو صريح الرواية.
هذا ؛ ممّا لا
إشكال فيه ، وإنّما البحث في عكس المسألة ، وهو ما لو كان مكان المأموم أرفع من
الإمام ، فهو في الجملة أيضا ممّا لا ريب في اغتفاره ، بل ولو كان كثيرا كما هو
أيضا صريح الرواية ، ولكنّ الإشكال في حدّ الكثرة المغتفرة ، فإنها ربّما تبلغ إلى
حدّ يضرّ الوحدة العرفيّة المعتبرة في صدق الجماعة ، فهل يلتزم باغتفارها عملا
بإطلاق الدليل أو لا؟ مجال التأمّل ـ بل ولو لم تبلغ إلى الحدّ المزبور ـ واسع ،
والاحتياط في المقام لا ينبغي تركه ، والله العالم [١].
متابعة المأموم الإمام في الجماعة
الأمر
الثاني : الّذي يمكن
عدّه شرطا عرفيّا أيضا هو وجوب المتابعة ، فاعتبار متابعة المأموم للإمام في
الجملة ممّا لا كلام فيه ، وإنّما الإشكال في أصل كيفيّتها وبعض صغريات المسألة ،
فينبغي أوّلا البحث في مدرك المسألة ودلالتها حتّى يتّضح الأمر.
[١] ولمّا وصل
التحرير إلى هنا توفّيت والدتي رحمها الله وكان ذلك في عشر من ذي القعدة ٤٧ [ه ق]
، «منه رحمهالله».