وسيوافيك انّ المراد من ذوي القربى ليس
كلّ من ينتمي إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بنسب أو سبب ، بل طبقة خاصة من أهل بيته الذين عرفهم بأنّهم أحد الثقلين في قوله :
«إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي ، وانّهما لن يفترقا حتى
يردا عليّ الحوض» [٢].
فإذا كان المراد من ذوي القربى هوَلاء
الذين أنيط بهم أمر الهداية والسعادة فحبُّهم ومودَّتهم يرفع الاِنسان من حضيض
العصيان والتمرد إلى عزّ الطاعة.
إنّ طلب المودة من الناس أشبه بقول طبيب
لمريضه بعد ما فحصه وكتب وصفة : لا أُريد منك أجراً إلاّ العمل بهذه الوصفة ، فانّ
عمل المريض بوصفة الطبيب وإن خرجت بهذه العبارة بصورة الاَجر ، ولكنّه ليس أجراً
واقعياً يعود نفعه إلى الطبيب بل يعود نفعه إلى نفس المريض الذي طلب منه الاَجر.
وعلى ذلك فلابدّ من حمل الاستثناء على
الاستثناء المنقطع ، كأن يقول : قل لا أسألكم عليه أجراً ، وإنّما أسألكم مودة ذي
القربى ، وليس الاستثناء المنقطع
[٢]. أخرجه الحاكم في
مستدركه : ٣ / ١٤٨ ، وقال : هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين. ولم يخرجاه ،
وأخرجه الذهبي في تلخيص المستدرك معترفاً بصحته على شرط الشيخين قلت : هذا حديث
متواتر وقد ألَّف غير واحد من المحقّقين رسائل حوله.
نام کتاب : أهل البيت عليهم السلام سماتهم وحقوقهم في القرآن الكريم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 145