نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 90
١٦ ـ دقيق الصنع في الطائر بجعل خلقته
خفيفةً مساعدة على الطيران ، مع إحكام في بدنه وريشه ومآكله :
«تأمّل يامفضّل! جسم الطائر وخلقته فإنّه حين
قدّر أن يكون طائرا في الجوّ خفّف جسمه واُدمج خلقه ، فاقتصر به من القوائم الأربع
على إثنتين ، ومن الأصابع الخمس على أربع ، ومن منفذين للزبل والبول على واحدٍ
يجمعهما.
ثمّ
خلق ذا جؤجؤ[١]محدّد ليسهل عليه أن يخرق الهواء كيف ما أخذ
فيه ، كما جُعلت السفينة بهذه الهيئة لتشقّ الماء وتنفذ فيه ، وجعل في جناحيه
وذنبه ريشات طوال متان لينهض بها للطيران ، وكسي كلّه الريش ليداخله الهواء فيقلّه[٢].
ولمّا
قُدّر أن يكون طعمه الحبّ واللحم يبلعه بلعا بلا مضغ نقص من خلقه الأسنان ، وخلق
له منقار صلب جاسٍ [٣]يتناول به
طعمه فلا ينسجح من لقط الحبّ ، ولا يتقصّف من نهش اللحم.
ولمّا
عدم الأسنان وصار يزدرد الحبّ صحيحا واللحم غريضا[٤]اُعين بفضل حرارة في
الجوف تطحن له الطعم طحنا يستغني به عن المضغ ؛ واعتبر ذلك بأنّ عجم العنب[٥]وغيره يخرج من أجواف