رابعاً:بالأدلّة
الإعتبارية العقلية التي توضّح علم اللّه تعالى بالوجوه الثلاثة المقرّرة التالية
:
١ ـ إنّه لو لم يكن تعالى عالما بجميع
الأشياء لزم الجهل ولو في البعض ، وهو نقص بل من أعظم النقائص.
والخالق المتعال الذي هو واجب الوجود
وكامل الذات ومنزّه عن نقص الصفات ، يستحيل أن يكون جاهلاً ، بل هو عالم بجميع
الأشياء بلا جهل فيه أبدا.
٢ ـ إنّه تعالى منزّه عن الزمان والمكان
؛ لأنّه خالقهما ، والخالق مقدّم على مخلوقاته ، والصانع سابق بالنسبة إلى
مصنوعاته بالبداهة العقلية.
ومن المعلوم أنّ من لا يحيطه الزمان
والمكان ، بل كان هو المحيط بالزمان ، والموجود في كلّ مكان ، حقّ أن يكون عالما
بجميع الأشياء ، محيطا بجميع الاُمور في كلّ الأزمنة وفي جميع الأمكنة ، بل لا
معنى لأن يجهل شيئا يقع في زمان أو يحدث في مكان.
وبديهي أنّ الذات المقدّسة موجودة من
الأزل إلى الأبد ، ومحيطة بكلّ معدود وعدد ، ومشرفةٌ على الكون ومسلّطة على
التكوين ، فكيف لا تعلم الكائنات ، أو تجهل الموجودات أو لا تطلع على ما يحدث في
الأرضين والسماوات؟!
وطبيعي أنّا نجد أنفسنا محدودين بالزمان
والمكان ، فلا يمكننا الإطّلاع على غير مكاننا أو مستقبل زماننا.
لكنّ اللّه تعالى ليس بمحدود إطلاقا ، بل
له الإحاطة الكاملة والسلطنة