وتلاحظ شرح هذه الأسماء الحسنى بعد نقل
حديثها في نفس كتاب التوحيد. وسيأتي في هذا الفصل بيان أنّ من أسمائه الحسنى عدله
وعدالته ، وأنّ الإعتقاد به من اُصول الدين ، ومن المميّزات لأهل الحقّ عن
المخالفين.
فلنبدأ بذكر شمّة منها وبيان جملة من
أعرفها ، للإغتراف من منهلها العذب ، والإستفادة من أريجها الطيّب ..
بعد تقديم مقدّمة موجزة تفيدنا زيادة
المعرفة والبصيرة في الموضوع ..
ومنه نستمدّ العون ونطلب العصمة وهو
وليّ التوفيق.
فنقول : إعلم : أنّ الذات الإلهية
المقدّسة واجدة لجميع صفات الكمال ؛ لأنّ الخلو عن الكمال نقصٌ ، والنقص منفيٌّ عن
الواجب تعالى.
كما وأنّ هذه الذات الكريمة منزّهة عن
جميع صفات النقصان ، لأنّ النقص عجزٌ أيضا ، والعجز لا يليق بالذات الكاملة.
ويسمّى القسم الأوّل من الصفات بالصفات
الثبوتية ، وصفات الكمال والجمال.
كما يسمّى القسم الثاني بالصفات
السلبيّة ، وصفات التنزيه والجلال.
فهو تعالى واجد لجميع صفات الكمال ، ونزيه
عن جميع صفات الجلال.
ومن الواضح أنّ ذاته الكاملة واجبة في
الوجود ، وهي فوق كلّ موجود ، فتكون مستجمعةً لجميع الصفات الثبوتية ، ومنزّهة عن
جميع الصفات السلبيّة.
هذا .. ولعدم إمكان معرفة ذاته
المتعالية ـ كما قلنا ـ لا يمكننا معرفة كنه صفاته ، ولا نتمكّن من الوصول إلى
اللامتناهي من كمالاته ، خصوصا وإنّ بعض