نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 42
ولقد سُئِلَتْ امرأة بدويّة كانت تغزل
الصوف بمغزل صغير عن دليلها على وجود اللّه تعالى ، فأمسكت عن تحريك المغزل حتّى
توقّف فقالت : دليلي هو هذا التوقف ..
قالوا : وكيف ذلك؟
فأجابت : إذا كان مغزل صغير لا يتحرّك
إلاّ بوجود محرِّك ، فهل يمكن أن يتحرّك هذا الفلك الدوّار الكبير بلا محرّك له؟
وقد جاءت الحكمة في هذا المجال : إنّ
البعرة تدلّ على البعير ، وأثر الأقدام يدلّ على المسير ، فهذه السماء ذات أبراج
والأرض ذات حركة وإرتجاج ألا تدلاّن على وجود الخبير البصير؟!.
الخامس
: برهان القاهريّة
فإنّ الطبيعة تنمو عادةً نحو البقاء
لولا إرادة من يفرض عليها الفناء.
فالإنسان الذي يعيش ، والأشجار التي
تنمو ، والأحجار التي هي مستقرّة في الأرض ، لا داعي إلى أن يعرض عليها الموت أو
الزوال أو الإنهدام إلاّ بعلّة فاعلة قاهرة.
فكما أنّ تبدّل اللاشيء إلى الشيء يحتاج
إلى علّة ، كذلك تبدّل الشيء إلى اللاشيء لا يمكن إلاّ بعلّة.
فإنّا نرى هذا العالم قد اُحكمت جميع
جوانبه بحيث ينبغي أن تسير سيرا دائما بلا زوال ، لكن مع ذلك نراها في زوال دائم
ونقص راغم ، وزوالها دليل على وجود مزيل لها.
فترى من هو علّة الإماتة والزوال؟ ومن
اللائق أن يكون هو القاهر في
نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 42