نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 284
وسيأتي ذكر الروايات الشارحة لذلك
بالتفصيل.
وأمّا
العقل ثالثا :
فدليل العقل وحكمه بلزوم الإمام يقرّر
بوجوه أربعة :
١ ـ ما قرّره شيخ الطائفة الطوسي طابت
تربته من أنّ العقل يحكم بوجوب الإمامة بدليل اللطف ، لما ثبت من كون الإمامة لطفا
من اللّه تعالى ولا يتمّ التكليف بدونها ، فمقتضى كرمه تعالى أن يهيّئ لعباده
وسائل الطاعة ، ويصرفهم عن طرق الفساد ، وهو لطف ، واللّه لطيف بعباده.
والإمامة من الألطاف الإلهيّة التي لا
يحسن التكليف بدونها ، فجرت مجرى سائر الألطاف الإلهية ، إذ الاُمّة محتاجة إلى
أخذ معالم دينها من الإمام ، والإمام لا يكون عندنا إلاّ من هو عالم بجميع ما
تحتاج إليه الرعية [١].
٢ ـ ما قرّره الشيخ الكبير كاشف الغطاء
طاب مثواه من أنّ العقل يشهد بوجوب وجود المبيّن للأحكام ، كما حكم بلزوم وجود
المؤسّس للحلال والحرام ، لمساواة الجهتين ، وحصول الجهالة عند فقد كلّ من الأمرين
، ولكثرة المجملات في القرآن وفي الأخبار الواردة عن سيّد ولد عدنان [٢].
٣ ـ ما قرّره السيّد الشبّر أعلى اللّه مقامه
من أنّ الغرض والحكمة في إيجاد الخلق هي المعرفة والعبادة ، كما قال تعالى : (وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)[٣]
، وهذا الغرض الشريف يتوقّف على الواسطة بين الخلق والخالق