responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 212

الثالث : دليل العقل :

وهو يقضي ويحكم ببعثة الأنبياء ولزوم النبوّة من وجوه عديدة :

١ ـ إنّ الإجتماع مظنّة النزاع ، وإنّما تزول مفسدته بشريعة مستفادة من الإله الحكيم المدبّر للعالم دون غيره ، وتلك الشريعة لابدّ لها من رسول متميّز من بني نوعه ، فالحكمة تدعو إلى نصبه ليحول دون الفساد ، كما يستفاد هذا الإستدلال من العلاّمة الحلّي قدس‌سره [١].

٢ ـ إنّ قاعدة اللطف تقضي بإرسال النبي ليقرّب العباد إلى الطاعة ويبعّدهم عن المعصية ؛ لأنّ الغرض والحكمة في إيجاد الخلق هي المعرفة والعبادة ، وذلك يتوقّف على تعيين واسطة بين الحقّ والخلق يعلّمهم ذلك ، لإستحالة الإفاضة والإستفاضة بلا واسطة ؛ إذ لا ربط ولا نسبة بين النور والظلمة حتّى لا يحتاج إلى واسطة ، كما يستفاد الإستدلال بها من السيّد الشبّر طاب ثراه [٢].

٣ ـ إنّ عدالة اللّه تعالى تأبى أن يخلق الخلق بهذه الكثرة العظيمة والطبقات المختلفة ، ثمّ يتركهم سُدى يتيهون في ظلمات الجهل ، ودَرَكات الضلالة بدون معلّم ولا مرشد ، فالعدالة تقتضي نصب نبيٍ للهداية.

ويدرك العقل بوضوح أنّ اللّه تعالى أرشد حتّى الحيوانات إلى ما فيه خيرُها وصلاحها ، وهو الذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى ، فكيف يمكن أن يترك الإنسان سدى في غواية وبلا هدى؟! وإهمال الخلق خلاف الحكمة ..

فلابدّ إذن من إرشادهم وأن يرسل لهم من يهديهم إلى الخير الأمثل والسعادة القصوى.


[١] نهج المسترشدين : (ص٥٨).

[٢] حقّ اليقين : (ج١ ص٨٤).

نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست