نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 167
فهو ليس بجسم حتّى يمكن فيه التركيب
الخارجي ، ولا تحيط عقولنا به حتّى يمكن فيه التركيب الذهني.
وإستدلّ له العلاّمة أعلى اللّه مقامه ،
بأنّه يستحيل أن يكون مركّبا ؛ لأنّ المركّب يحتاج إلى الأجزاء ، وهو تعالى غنيّ ،
ويستحيل أن يتركّب منه غيره ؛ لأنّه يستلزم الإنفعال في وجوده وهو تعالى ذاتي
الوجود.
قال قدسسره
ما نصّه : «إنّه تعالى يستحيل أن يكون مركّبا ؛ لأنّ كلّ مركّب مفتقر إلى جزئه
والجزء مغاير للكلّ فيكون ممكنا. ويستحيل أن يتركّب عنه غيره لإستحالة إنفعاله عن
الغير فلا جزء له ، فلا جنس له ولا فصل له ، فلا حدّ له ولا يكون واجبا لذاته
ولغيره معا ؛ لأنّ وجوبه بذاته يستدعي إستغناءه عن غيره ووجوبه لغيره يستدعي
إفتقاره إليه ، فيكون واجبا مفتقرا» [١].
الثالثة
: أنّه تعالى ليس بجسم
لأنّ الجسم هو ما يستلزم الأبعاد
الثلاثة الطول ، والعرض ، والعمق ، وبهذا يحتاج إلى التحيّز ، وبالتحيّز يحتاج إلى
المكان والمكان مخلوق ممكن ، وهذا مستحيل على اللّه تعالى لأنّه خالق المكان ، والمكان
مخلوق له ومتأخّر عنه فلا يكون متحيّزا فيه.
ولا يمكن أن يكون المكان حيّزا للخالق
تعالى ، لأنّه يستلزم قِدم المكان كقِدم اللّه تعالى ، وتعدّد القدماء مستحيل لقاعدة
الفُرجة المتقدّمة [٢].
وعليه فلا يمكن التحيّز للّه تعالى
ويستحيل عليه الجسميّة.