نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 159
وعلى مذهبهم فالكلام حادث ، لأنّه مؤلّف
من أجزاء مترتّبة متعاقبة في الوجود وكلّ ما هو كذلك فهو حادث.
هذا ؛ ومن المعلوم أنّ الكلام من صفات
الفعل فيكون حادثا ، فمثل الصوت الذي أوجده في شجرة موسى لابدّ وأن يكون حادثا
ويكون بحدوثه غير مجرّد أيضا شأن سائر المخلوقات ؛ فإنّ الخلقة تساوي الجسميّة.
وعلى الجملة فإيجاد الكلام ناش ء من
قدرته الخاصّة الذاتية ، إلاّ أنّ نفس كلامه تعالى حادث محدَث ، ومن صفات الفعل ، بدليل
تصريح نفس كلامه المجيد : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ)[١]
كما أفاده في حقّ اليقين [٢].
ثمّ إنّ الدليل على متكلّميته تعالى
ثابت قائم من الكتاب والسنّة والعقل :
أمّا
الكتاب فآيات كثيرة منها :
١ ـ قوله تعالى : (وَكَلَّمَ
اللّه مُوسَى تَكْلِيما)[٣].
٢ ـ قوله تعالى : (وَلَمَّا
جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ
إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي)[٤].
٣ ـ قوله تعالى : «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ
أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّه إِلاَّ وَحْيا أَوْ مِنْ وَرَاءِ