نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 145
لكن أفاد بعد هذا المعنى ما نصّه :
«قد ورد في جملة من الأخبار عن الأئمّة
الأطهار عليهمالسلام
الملك الغفّار ، أنّ إرادته عبارة عن إيجاده وإحداثه ، وأنّها من صفات الفعل
الحادثة ، كالخالقيّة والرازقية ونحوها لا من صفات الذات بمعنى العلم بالأصلح» [١].
وبهذا يظهر عدم تماميّة قول المتكلّمين
في الإرادة وتفسيرهم لها بأنّها هي : «العلم بالخير والنفع وما هو الأصلح».
فإنّ هذا المعنى يرجع إلى كون الإرادة
هو العلم الذاتي ، وهذا خلاف ما يأتي من الأخبار في كون الإرادة محدَثة مع ما له
من تالي فاسد القِدَم وتعدّد القدماء الذي ثبت بطلانه ، فلا يمكن قبول هذا المعنى
في الإرادة.
والمُتَّبَع كلام أهل البيت الذين بهم
النجاة ومنهم الهدى ، وفي طريقهم الصواب ، واللّه العاصم.
وعلى الجملة ؛ فالمستفاد من الأخبار
الشريفة كون إرادة اللّه تعالى هي نفس فعله وإحداثه وإيجاده ، وهي الإرادة
الحتميّة.
وتطلق أيضا على أمره بالطاعات ونهيه عن
المعاصي ، وهي الإرادة العزميّة.
ولذلك أفاد العلاّمة الكازراني : «تحقيق
المقام أنّ للّه تعالى إرادتين ، إرادة حتم وإرادة عزم.
فالحتمية هي ما لا يقدر العباد على ضدّ
مراده ، وهي من صفات فعله يتّصف بها اللّه تعالى عند صدور كلّ فعل منه ، كالإماتة
والإحياء والإمراض والشفاء.
والعزمية هي إتيانه تعالى بشيء من جملة
مخلوقاته لمصلحة وحكمة ،