responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 142

وبذلك يظهر بطلان قول المعتزلة ، بأنّ اللّه لا يقدر على القبيح والشرّ ، بدعوى إستلزامه الظلم.

وجه البطلان أنّ القدرة على القبيح ليست بظلم ، وإنّما يكون فعل القبيح ظلما ؛ واللّه سبحانه وتعالى قادر على ذلك لكنّه منزّه عنه. دليله قوله تعالى : (إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [١].

مع التعبير بكلمة (أنّ) التحقيقية ، والقدرة التي هي مطلقة ، فتكون لا متناهية ، مع أداة (كل) التعميمية ، بالإضافة إلى كلمة (شيء) المفيد لأتمّ العموم ، حيث يستفاد من ذلك قدرته على جميع الأشياء بلا إستثناء ، لكنّه تعالى لا يظلم أبدا لقوله تعالى : (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) [٢].

والمعتزلة بقولهم هذا ، فرّوا من الظلم ووقعوا في العجز.

ويظهر أيضا ممّا قدّمنا بطلان قول الأشاعرة في نسبة الشرّ إلى اللّه تعالى ووقوعه منه ، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا.

وجه البطلان أنّ إيقاع الشرّ ظلم وهو منافٍ للحكمة والكمالية.

وأفعال اللّه جلّ جلاله خيرٌ لخلقه ، وقد خلقهم لرحمته ، ولا يريد الشرّ لعباده ، ومن فعله من عباده فقد فعله باختياره وسوء عمله.

دليله قوله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [٣] مع الأحاديث الواردة في تفسير العبادة بالمعرفة والرحمة [٤].


[١] سورة البقرة : (الآية ٢٠).

[٢] سورة فصلت : (الآية ٤٦).

[٣] سورة الذاريات : (الآية ٥٦).

[٤] البرهان : (ج٢ ص١٠٥١).

نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست