نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 111
وهذا أمرٌ واضح نحسّه فيما نراه من
المساوي التي قد يعلمها الخبير المحسن في فردٍ مسيء ، مع بُغض وكراهة ذلك الخبير
لتلك المساوي ، وردعه لصاحبها ونهيه عنها ومنعه عن فعلها ..
فإنّه إذا ارتكب ذلك الفرد المسيء تلك
المساوي بالرغم من نهيه وردعه ، لا يشكّ العقل والعرف أنّ المقصّر هو نفس ذلك
الفرد العاصي الذي أساء العمل ، لا الخبير الناهي الذي أراد الخير ، فاختيار العاصي
هو السبب للعصيان دون علم العالم به ، بل العالم منزّه عنه.
وعلى الجملة فعلم اللّه تعالى محيط بكلّ
الأشياء قاطبة ، الكلّيات والجزئيات ، الظواهر والخفيّات حتّى خطرات النفس
والمطويات ، وهو كمال وجمال لذاته المتعالية المقدّسة ، فهو عالم بجميع الأشياء
بدون لزوم محذورٍ أو شبهة.
ولمعرفة علمه تعالى لاحظ بعد الآيات
المباركات المائة التي أشرنا إلى بعضها في أوّل هذا البحث ، أحاديث حججه وبيانات
معادن حكمته الأئمّة المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين.
وإليك نبذةٌ منها ،وأريجة من شذاها ، رزقنا
اللّه زيادة المعرفة بنورها ، فلاحظ ما يلي :
١ ـ ما حدّث به أبو علي القصّاب ، قال :
كنت عند أبي عبداللّه عليهالسلام
، فقلت :
«الحمد للّه منتهى علمه ، فقال : لا تقل ذلك ؛
فإنّه ليس لعلمه منتهى» [١].
٢ ـ حديث هشام بن الحكم ، عن أبي
عبداللّه عليهالسلام
قال :